أخيرًا، اخترق مؤشر FTSE 100 مستوياته التاريخية، لكن التحدي الحقيقي يبدأ الآن. هل سيواصل الزخم دفعه نحو قمم جديدة، أم أننا بصدد دخول مرحلة تماسك؟ مع تحرك المؤشر في مناطق غير مسبوقة، سنقوم بتحليل المستويات الفنية الحاسمة وأداء القطاعات التي تقود هذا الاتجاه.
تحليل البنية الفنية: لماذا يُعد هذا الاختراق محوريًا؟
أكدت الحركة السعرية الأخيرة لمؤشر FTSE 100 على أهمية تحليل الهيكل الفني—دراسة المستويات المحورية للدعم والمقاومة وكيفية تفاعل السعر معها. في بداية العام، واجه المؤشر مقاومة متعددة المستويات، حيث تمركزت عدة قمم فرعية حول مستوى 8,400، مما عزز من أهمية هذه المنطقة كنقطة فاصلة. إضافة إلى ذلك، كان أعلى مستوى قياسي سُجل في مايو 2024 يشكل حاجزًا تقنيًا رئيسيًا. ومع ذلك، نجح FTSE 100 في اختراق هذه المقاومة في منتصف يناير بزخم قوي. إلا أن العنصر الأكثر دلالة جاء بعد ذلك، حيث لم يشهد السوق تصحيحًا حادًا عقب الاختراق، بل استقرت الأسعار بالقرب من القمم، وهو مؤشر واضح على ضعف قبضة البائعين. كما أن التراجع الطفيف الذي شهده المؤشر ليوم واحد أعاد اختبار منطقة المقاومة المكسورة، لكنه سرعان ما وجد دعمًا قويًا، ليحول المقاومة السابقة إلى دعم ديناميكي جديد—وهي سمة مميزة للاختراقات القوية. مع انتقال FTSE 100 إلى نطاقات غير مستكشفة، يعتمد المتداولون على قنوات كيلتنر لتحديد الإشارات الفنية القادمة. حيث يستخدم المؤشر القناة العلوية لـ كيلتنر (شريط ATR 2.25 حول متوسط متحرك أسي 20 يومًا) كمقاومة ديناميكية، بينما يعمل كل من المتوسط المتحرك لـ 20 يومًا والمنطقة المخترقة كمستويات دعم رئيسية. ويحدد هذا النطاق بدقة فرص التداول، سواء من خلال استمرار الاتجاه أو انتظار إعادة اختبار الدعم.
الرسم البياني للشموع على أساس يومي لمؤشر FTSE 100 الأداء السابق ليس مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية
القطاعات القائدة مقابل المتراجعة: من يحدد مسار السوق؟
رغم أن اختراق FTSE 100 يمثل تحولًا عامًا في السوق، إلا أن القطاعات لم تتحرك بوتيرة موحدة. فقد كانت القطاعات المالية ( 11.68%) والتكنولوجيا (+14.86%) هي المحرك الأساسي للصعود، على الرغم من أن هذه القطاعات نادرًا ما تتصدر قيادة السوق البريطاني. إلا أن قوتها كانت كافية لتعويض التباطؤ في قطاعات أخرى. في المقابل، قدمت قطاعات الرعاية الصحية (7.33%+) والصناعات (+3.83%) دعمًا مستدامًا، بينما حافظ قطاع الطاقة (+2.82%) على تماسكه رغم تراجع أسعار النفط. أما القطاعات التي شهدت تراجعًا ملحوظًا، فكان أبرزها المواد الأساسية (-6.70%) والعقارات (-6.31%)، مما يعكس تأثير ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف تباطؤ النمو العالمي—وهي عوامل قد تستمر في الضغط على هذه القطاعات ما لم تتغير المعطيات الاقتصادية. هذا التفاوت يطرح تساؤلًا استراتيجيًا: هل نحن بصدد تحول في قيادة القطاعات؟ إذا بدأت القطاعات المتراجعة في استعادة الزخم، فقد نشهد توسعًا أوسع في الاتجاه الصاعد، مما قد يعزز فرص FTSE 100 لتحقيق مزيد من المكاسب. أما إذا استمرت الفجوة، فسيكون استمرار الصعود مرهونًا بقدرة القطاعات المالية والتكنولوجية على الحفاظ على مركز الريادة.
لمحة عن أداء القطاعات في المملكة المتحدة (آخر 3 أشهر) الأداء السابق ليس مؤشرًا موثوقًا للنتائج المستقبلية
ما التالي؟
مع اختبار FTSE 100 حاليًا لمستويات المقاومة الديناميكية، يترقب المتداولون تطورات الصراع بين استمرار الاتجاه الصاعد واحتمالية التماسك. إذا تمكن المؤشر من اختراق القناة العلوية لكيلتنر، فقد نشهد تسارعًا في الزخم الصعودي، مما يعزز فرص مزيد من المكاسب. أما في حال صمود المقاومة، فستكون منطقة الدعم 8,400 والمتوسط المتحرك لـ 20 يومًا بمثابة نقاط ارتكاز رئيسية يجب مراقبتها لتحديد أي إشارات ارتداد محتملة.
إخلاء المسؤولية: ان هذا المقال هو لأغراض تعليمية فقط. لا تشكل المعلومات المقدمة نصيحة استثمارية ولا تأخذ في الاعتبار الظروف المالية الفردية أو أهداف أي مستثمر. أي معلومات قد يتم تقديمها فيما يتعلق بالأداء السابق ليست مؤشرًا موثوقًا به للنتائج أو الأداء المستقبلي.
إن 71%–82.67% من حسابات المستثمرين الأفراد تخسر الأموال عند تداول العقود مقابل الفروقات مع كابيتال دوت كوم غروب. يجب أن تفكر مليّاً فيما إذا كنت تفهم آلية عمل العقود مقابل الفروقات وما إذا كان بإمكانك تحمل المخاطر العاليّة المتمثلة في خسارة أموالك.
המידע והפרסומים אינם אמורים להיות, ואינם מהווים, עצות פיננסיות, השקעות, מסחר או סוגים אחרים של עצות או המלצות שסופקו או מאושרים על ידי TradingView. קרא עוד בתנאים וההגבלות.